الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
وهذا التفريق أولى خطوات اعتماد القياس في هذا الباب، فإذا ثبت الحكم بالقياس في دخل لكثرة الأمكنة المختصة التي تعدى إليها بعد نزع حرف الجر، فيمكن إثبات حكم القياس في ذهب بإثبات تعدد الأمكنة المختصة التي وصل إليها بعد نزع حرف الجر.حكى الفراء أن ذهب تعدى إلى غير الشام، فقال في قوله تعالى: {فأين تذهبون} (1) " العرب تقول: إلى أين تذهب؟، وأين تذهب؟ ويقولون: ذهبت الشام، وذهبت السوق، وانطلقت الشام، وانطلقت السوق، وخرجت الشام، سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة خرجت وانطلقت وذهبت.... وأنشدني بعض بني عقيل (2):
يريد: إلى أي الأرض تذهب، واستجازوا في هؤلاء الأحرف إلقاء إلى لكثرة استعمالهم إياها" (3).وحكوا عن الفراء أيضا أنه نقل عن العرب تعدي ذهب إلى غير ما تقدم ذكره من أسماء الأماكن المختصة (4) نحو: عمان، وخراسان، والعراق.ووافق ابن خروف (ت: 609 هـ) الفراء في تعدي ذهب إلى غير الشام بل إلى جميع البلدان والنواحي، وإن كان قد وقف به عند حد المسموع، يقول: "لا يتعدى الفعل من النوع المختص إلا بالحرف إلا شاذا يوقف فيه عند السماع نحو:... دخلت البيت والدار والمسجد، عدوه إلى جميع المختصة، وكذلك: ذهبت الشام والكوفة والبصرة، وزاد الفراء: انطلقت: عدوهما إلى جميع البلدان والنواحي" (5).- - - - - - - - - -(1) التكوير: 26.(2) البيت لبعض بني عقيل في: معاني القرآن للفراء: 3 /243، وجامع البيان: 24 /263، وبلا نسبة في لسان العرب (أيا) وتاج العروس (أيي).(3) معاني القرآن: 3 /243.(4) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور: 1 /338، وارتشاف الضرب: 2 /253، وهمع الهوامع: 2 /113.(5) شرح الجمل الزجاجي: 1 /376. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 218- مجلد رقم: 1
|